أرتمي على سراط الوجع أُشعل قريحة أبجديتي و أَكتبك ..
قد علمتُ حقَّ اليقين أنَّ
لكلِّ شيئ أجل .. الا حبكَ
هو أجل مؤخر الى حين انتهاء أجلي
كيف لا ؟!
و كل المداخل أنت
حيث لا مخرج لي منك
سوى لقاء حتفى
فـ سُحقا لكل ذكرى لا أجدك سيّدها
لكل رؤيا لست أميرها
لكل نبضة قلب لم تهتف باسمك
لكل بوح لم تكن أنت الهامه
أو لا تلامس عيناك عرق ورقهِ
تبَّا لحياةٍ خاليةٍ منك حبيبي
سـ أنقش في الصخر اشتياقي
علَّكَ تمرّ ذات ليلة قمرية
فـ ترى ليلاك في صدح الآه
آه من قلب يكتوي بنارك حين ايابك وغيابك
اسرتني في هواك فأين منكَ المفر
أيا سحر عيني ونبض عشقي ..
لك في دُجى القلب ديدن يقرع ناقوس الخفق حنينا
فتهرع الأنا منصاعه لهذا الشوق
الـ درجه حرارته في ارتفاع مستمر
لانجرف مع ذكرياتنا الـ دونتها قصيده شعر
في تراتيل أرواح العاشقين اللاهثه
دعني حبيبي أحملك الى آفاق أنثاك في غيابك
أُسمعك ترانيم عاشقتك المتيَّمه
فـ جنون غرامي بعمق الجوى طال بقاؤه
خالد بي حتى الرمق الأخير
غائرا في صميم آهاتي وابتهالاتي
ماذا أقول لك ؟
أَأقول ان بُعدك كسر ظهري ؟
أم أُخبرك أني فقدتُ نفسي وقِبلتي ؟
فلتعلم يا قاتلي في العشق
ان أنفاسي تمردت وأعلنت العصيان
توقفت هاتفة ترغب استنشاقك
و هاأنذا ..
من بين ألف مومياء تحيطني
أرتمي على سراط الوجع
أُشعل قريحة أبجديتي
أكتبك شوقا هزمني ..
اختزلَ طاقتي وتَسلطَن على عرشِ ذكراك
كلمة أخيره يا أجمل ما رأت عيني
يا أملا يجتاح صبري
لا تقسو على قلبٍ يتمناك
ولا تقطع حبل الوصل دون اعتبار لـ ليالي العشق
مبعثرة أنا لا تشبهها بعثرة وخالقي
عاجزة عن ترتيب افكاري
بعد أن خذلتني قوتي
و لم أعدْ أُجيد صيانة العهد
أعطني الناي وغني فالغُنا سر الوجود وأنين الناي يبقىَ بعد أن يفنىَ الوجود
في تلك الليلة الشتويه وذلك الجو الكلاسيكي الذي اعشقه ، ومن اعلى صخر بشاطئ بلدتنا حيث حبيبات المطر
تبلل اوراقي وتمسح بعض حروفي التي أكتبها بالحبر الاسود ، وعلى انغام صوت الرقيقه فيروز الذي ينبعث من هاتفي
(أعطني الناي وغني فالغُنا سر الوجود وأنين الناي يبقىَ بعد أن يفنىَ الوجود)
وبمناسبة قُرب مرور ستة و عشرين عاماً على بِدء نزيف عمري الذي بدأت اولىَ ورقاته في السقوط ، يمر امام عيني الآن شريط عمري على مهل فأشتاق إلىَ كل جميل وأطوق إلى مراحلي الأولىَ ، وتنبُت في عيني عبرات لكل ألم مرَّ بيِ ، وترتسِم على شفتاي بسمة مليئه بالسخريه حين اتذكر بواكر احلامي .
إشتقت الى شاي جدتي الذهبي وحكاياتها عن الملك وعن عبد الحليم ، إشتقت الى جلستي مع والدايا واخى الوحيد امام شاشة التلفاز وأمامنا بِضع من حبات السوداني وأكواب العصائر الرمضانيه في حين نشاهد الف ليله وليله والفوازير كوجبة رمضانيه اساسية ، إشتقت الى امى التى كانت نبع الحنان ولما تركتنا وكيف تحملت قراقنا اشتقت الى طابور مدرستي وتحية العلم بصوت أجش
( عاش المليك)
حين لم أكن اعلم كيف لوطني ألا يحيا ! ، إشتقت الى قراءاتي الأولىَ لرجُل المستحيل وملف المستقبل لنبيل فاروق
، وألغاز فلاش وفرافيش حيث المواطن المطحون وعلام والقبطان والبحار الغبي ، ثم مجلات العربي الصغير والركن الأخضر ، ثم اشعار بيرم التونسي وصلاح جاهين بقصر الثقافه .
ستة و عشرون عاماً قد مضت ، انتقلت عبر ازقتها لحارات مختلفه من طفولة بريئه حمقاء الى مراهقة غير عنيفه الى رومنسية طاغية! ، من تبرج وحريةالى صوفية طفيفه الى اخوان مسلمين الى سلفيه متزمته ثم الى نفسي ثم الى الحياد !
من أحلام ورديةالى اتجاهات علميه ثم رغم انفي الى حياة ادبية بحتة .
ثبت على مدىَ تلك الأعوام ما ثبت وتغير فيها ما قد تغير ، وأهمها تغير ادراكي لمعظم الاشياء ان لم يكن لكل شئ !
للذات والدين والدوله والوطن والقيم والمبادئ بل ولكل معنى يحتمل التأويل .
تمنيت على مدار الأعوام كثيراً ان تتوقف حياتي في احدىَ لحظاتها وخِفت كثيراً ان تتوقف عند احداها الأخرىَ ، وعند كثيراً من ايامها ماكان يعنيني ان سطعت عليَ شمس يوم جديد او ان اغمضت عيني ولم افيق مرة أخرىَ .
أعترف أني قد فقدت معنى الحياة حيناً ، واستفزني حيناً كل معنى فيها ، ما كنت أعرف ابداً ان حياتي هذه التي لم اكن مكترثاً لها قد تعني الكثير لغيري .
فمتى يجد المرء من يستحق ان يحيا لأجلِه يتبدل لون حياته بل وتذهب عنه كل اساءة قد قدمتها له اياها ولطار فرحاً بها ، وما اعظم ان تسخِر حياتك لأجل من تُحِب او لأجل من يحبك وتترك نيل الحياه يجري
زاهداً فيما سيأتي
ناسياً ما قد مضىَ
أعطِني الناي وغني
وانسىَ داءاً ودواء
انما الناس سطوراً كُتِبت لكن دماء !