المؤتمر والمشترك من شاشة السعيدة يكشفون خفايا التهيئة للحوار وعلاقات
أحمد الزيلعي، نيوزيمن:
شكلت حلقة الليلة الماضية من برنامج كل اتجاه التي يعدها الزميل عارف الصرمي وتبثها قناة السعيدة الفضائية الأهلية وجمعت رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني وأمين عام حزب الإصلاح ذو التوجه الإسلامي المعارض عضو التكتل اللقاء المشترك الدكتور محمد السعدي مواجهة مثيرة ومضحكة ومبكية على حد سواء لم تخرج المتحاورين إلى طريق سوى نتيجة ربما وصل إليها المشاهد لتلك الحلقة المثيرة من اتجاهات تؤكد مدى الفجوة القائمة بين النظام الحاكم والمعارضة في اليمن حول جملة من القضايا الشائكة والتي تتطلب حلولا واقعية ومنطقية مزمنة، بيدا أن المواجهة أظهرت حتى طريقة التفكير في توصيف المشكلات ووضع الحلول، وخروجها عن إيتكيت التحاور أمام الملأ للتخاطب ببعض التعبيرات الفجة ورفع الصياح كعادة اليمنيين في التخاطب.
تأجيل الإنتخابات البرلمانية والتي كان مقررا عقدها في الـ27 من إبريل من العام 2009م إلى العام 2011م بموجب وثيقة 23 فبراير و فصول ومشاهد التهيئة للحوار بين طرفي الصراع السياسي والمواقف من بعض القضايا الساخنة على الساحة اليمنية كقضية صعده والقضية الجنوبية كانت أبرز النقاط التي وقف عندها الحوار المتلفز.
في البدء يتحدث القيادي في الحزب الحاكم عن "إصرار غير عادي" من قبل تكتل اللقاء المشترك لعدم إجراء الإنتخابات البرلمانية التي قد اقترب موعدها في 2009م وتأجيلها لمدة سنتين، مشيرا إلى أن المعارضة "لم يكونوا حريصين على ما عداه في الأصل".
وكشف عن طبيعة التوافق والتوقيع على اتفاق فبراير والذي " لم يكن موقعا في جلسة معينة وإنما تم توقيعه بالضغط من حزب المؤتمر الشعبي العام وتم توقيعه بتمريره على منازل أمناء عموم الأحزاب ابتداء من منزل عبد الوهاب الآنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح وعبد الوهاب محمود أمين عام البعث العربي الإشتراكي إلى اللجنة المركزية حيث يتواجد أمين عام الحزب الإشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان"، مؤكدا أن " المؤتمر حريص على إجراء الحوار واستمراره وإشراك الأخوة في المعارضة على أي إصلاحات تتم"، بينما "الأخوة في المشترك كانوا حريصين على أن يتم تأجيل الإنتخابات فقط واكتفوا بما تم توقيعه".
ويشير إلى أن "المشترك بعد ذلك لم يحرك ساكنا ولم يتجه نحو الحوار خطوة لم يتقدم واتجه بدلا عن ذلك في 23 من 5 لتأسيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني للتشاور الوطني بعيدا عن اتفاق فبراير وعما وصلنا إليه".
وإزاء ذلك أوضح عن سؤال قدمه حزبه للمشترك عما إذا كانت اللجنة بديلا لاتفاق فبراير و" كان الجواب منهم بالمراوحة وأن اتفاق فبراير شي وتشكيل اللجنة التحضيرية شيء آخر"، لافتا إلى أن اتفاقي فبراير و يوليو كانت بمثابة "تنويم " للمؤتمر.
وعن السبب في ذهاب المؤتمر منفردا إلى انتخابات 2011م ، قال البركاني :" قررنا الذهاب منفردين إلى الإنتخابات لأننا وصلنا إلى طريق مسدود مع الأخوة في اللقاء المشترك اللذين لا يريدون حوارا ويريدون إضاعة الوقت"، مصححا بعض المعلومات لمحاوره السعدي تتعلق بالحوار حيث أن أعضاء المشترك المشاركين في جلسات النقاش مع الحاكم " يخدعونه ولا يعطونه المعلومات الحقيقية عما يدور من حوار ويتحدث بعيدا عن أرض الواقع"، في إشارة منه للسعدي.
وأكد أن حكومة الوحدة الوطنية كانت مع محل اتفاق من قبل ممثلي المشترك في النقاشات التي كانت تتم في طريق التهيئة للحوار الوطني، ليرد بذلك على السعدي الذي وصف عرض الرئيس صالح بتشكيل حكومة وحدة وطنية بـ"العرض غريب".
وراح السعدي يبرر وصفه لعرض الرئيس بالغريب انطلاقا من إيمان المشترك بالتعددية وأن الذي يحكم البلد لا بد أن يحصل على أغلبية الشعب، لافتا إلى أن " عرض رئيس الجمهورية لا بد أن يمر بعدة مراحل حددها في أن تشترك السلطة والمعارضة بتشخيص الأزمة وطرح الحلول وتكليف آلية تتمثل في حكومة وحدة وطنية أو غيرها بتنفيذ تلك الحلول على أرض الواقع.
واعتبر الإشكالية الأساسية للفجوة بين النظام الحاكم والمعارضة تنبع "من الرؤيتين" التي ينظر بها كلا الطرفين، نظارة سوداء تلبسها المعارضة على عينيها ومن ثم ترى كل شيء سيء في البلد، كما يرى الحزب الحاكم ونظرة أخرى للأخير من أن الوضع في البلد "سمن على عسل" حد تعبير السعدي، الذي يرى أيضا أن الأزمة في بلاده " تراكمية" و" تعقدت بأكثر من حال ومشهد"، كما أنها " انحرفت عن مسار الحوار إلى مسار الإصطفاف الوطني"، مشيرا بذلك إلى المطلب الذي تقدم به السلطة بشأن تحديد موقف من مسألة الصراع المسلح في صعده.
وعودة إلى البركاني الذي اعتبر "الهبة العشبية" التي دعا إليها المشترك مجرد "شعارات" وأنهم " لو كانوا يملكون هبة شعبية لذهبوا إلى صناديق الإقتراع ولاقتلعونا الأمس قبل اليوم".
الإخوان في المشترك "يراهنون على سقوط النظام وخلينا نمشي بلا حوار إلى 2013 ونقلع الرئيس والبرلمان في يوم واحد".
وفي جوابه عن السؤال الموجه إليه عن ذهاب المشترك لتوقيع اتفاقية مع جماعة الحوثي المعارضة المسلحة قال إنما وفي إطار إستراتيجية معلنة يمدون أيدهم لكل الأطراف ومن هذا المنطلق وقع المشترك على اتفاقية محضر مع الحوثيين، كما تم التوقيع على محضر مماثل مع جماعة المعارضة في الخارج مع الرئيس علي ناصر محمد ومجموعة القاهرة.
وفسر الدعوة للهبة الشعبية بأنها " دعوة مفتوحة للناس للدفاع عن حقوقهم التي يحاول المؤتمر السيطرة عليها ولإلغائه حق الشعب في الإنتخاب أو فئة كثيرة منهم في الإنتخاب وتجاوز على المادة 43 من الدستور التي تنص على حق التصويت لكل أبناء الشعب، مشيرا إلى أن قصة الهبة الشعبية والخروج إلى الشارع " ليست قصة تحدي نحن مجربين"، لكنه قال بأن " كل شيء له توقيته وندع الأيام التي ستحدد المسار والإلتحام الشعبي بالمعارضة".
ودافع عن ذهاب المشترك للتوقيع على محضر مع جماعة الحوثي المسلحة بقوله أن " السلطة سبقتنا إلى الذهاب للمعارضة المسلحة ووقعت معها اتفاقيات واعترفت بها ككيان بواسطة إقليمية خارجية"، معتبرا المشترك في توقيعه محضر مع جماعة الحوثي بأنه " أحفص من السلطة التي تعاملت معهم خارج الوطن ووقعت معهم اتفاقيات باعتبارهم كيانا غالبا".
بالتأكيد فقد خاض الرجلين جدلا حول مواضيع متفرقة تم إقحامها في موضوع الحوار وكفساد النظام السياسي في اليمن وتشطيب العماير واستفادة مسؤولين في السلطة من خليجي عشرين، إلا أن ذلك الجدل لن يمنعهما من مد أيديهما للسلام والتصافح والتوافق عند بوابة الإستيديو وهو الحديث الذي قطعه على نفسه القيادي في الحزب الحاكم سلطان البركاني.
