عددهم يتجاوز 70 ألفا وينتمون إلى 30 عشيرة من "الغجر"
فتحي عبده موسى: الحكومة رفضت تخصيص "كوتا" لـ"النّور" بحجة أنهم أردنيون وليسوا أقليات
http://www.factjo.com/newsImages/21020_l.jpg
الحقيقة الدولية- عمان- آلاء عليان
كشف ابن الفنان الأردني الراحل فتحي عبده موسى النقاب عن رفض الحكومة طلبه تخصيص كوتا لعشائر "بني مرة" في الأردن وذلك بسبب عدم انطباق الشروط عليهم.
وقال فتحي عبده موسى الذي يعرف بالزعيم الروحي لـ"النور" في تصريحات خاصة لـ"الحقيقة الدولية" انه سبق وان تقدم بطلب رسمي من الحكومة لتخصيص كوتا للنور في الأردن، مؤكدا انه قابل بهذا الخصوص في وقت سابق وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء جمال الشمايلة إلا انه أجابه بأن طلبه مرفوض كون "الكوتا" تمنح للأقليات .
وأضاف بأن الوزير الشمايلة أوضح له بأن النور في الأردن لا يعدون من الأقليات وإنما هم جزء من الشعب الأردني .
وأوضح موسى بأن سبب طلبه تخصيص كوتا لأبناء جلدته وعشيرته هو حقهم بأن يكون من بينهم من يمثلهم في مجلس النواب ، ويدافع عن حقوقهم ويستمع إلى شكواهم وينقلها للجهة المسؤولة.
واعتبر بأن حقوقهم ما تزال مهمشة مدللا على ذلك بأنه لم يتسلم أي فرد من أفراد عشيرته منصبا حكوميا بالرغم من وجود الكثيرين من عشيرته مؤهلين ثقافيا وعلميا واجتماعيا لممارسة العمل السياسي.
ويرى ان الحكومة همشتهم كونهم " نوّر" مبينا ان الحكومات الأردنية المتعاقبة لا تزال مختلفة في أصول بني مرة موضحا بأن أصول بني مرة في الأردن والمنطقة العربية يعود إلى قوم بني مرة البكريين "قوم جساس"، الذين تشتتوا بعد حرب البسوس مع قوم بني تغلب "قوم الزير سالم"، حيث "حلت لعنة جساس على قومه، معتقدا بأن عواقبها ما تزال موجودة حتى اليوم ، "لعنة أن نصبح مشتتين، لا نستقر في مكان، نرحل في وضح النهار، لا نمتلك الخيل ولا نوقد نارا".
وأوضح موسى بأن موقف الحكومات الأردنية قبل 50سنة تجاه عشائر بني مرة كان مختلفا فجلالة الملك عبد الله الأول وضع منهم باشا لعشائر بني مرة وهو سعيد نوري باشا، كما فعل لكل العشائر الأردنية، واقترح جلالة الملك عبد الله الأول على سعيد نوري باشا ان يجعل أراضي الضليل التابعة لمحافظة الزرقاء مقرا لإقامة عشائر بني مرة إلا ان ذلك لم يتم لأسباب تتعلق بسعيد باشا .
ووصف موسى ترابط عشائر بني مرة بـ" القوي والمتين" لافتا في ذات الوقت إلى وجود حزن لدى العشيرة بسبب عدم خوضه الانتخابات النيابية المقبلة ، مؤكدا عدم ترشح أي أحد من عشائر بني مرة للانتخابات وذلك احتراما له ولقيادته للعشيرة ولرغبته بعدم ترشحه للمجلس النيابي المقبل على حد قوله.
ودعا موسى جميع عشائر بني مرة للمشاركة في الانتخابات النيابية وذلك للتعبير عن ولائهم وانتمائهم للأردن وللقيادة الهاشمية والعمل على اختيار المرشح المناسب.
المحاولة الجادة التي قام بها فتحي عبده موسى في الانتخابات السابقة كانت شاقة لفرض حضور أبناء جلدته على الساحة السياسية والانتقال بهم من عالم الفن إلى السياسة .
ووفق مراقبين للشأن الانتخابي فإن المحاولة التي قام بها فتحي عبده موسى، تهدف إلى لم شمل بني مرة المتشتت في معظم محافظات المملكة.
وبالرغم من أن هذه الشريحة تتمتع بكافة حقوقها المدنية والدستورية وتترتب عليها واجبات كباقي المواطنين، إلا أنها مازالت تواجه تحديات في إثبات الهوية التي اكتسبها من الدولة منذ سنوات خلت.
كثير من "النّور" نجحوا في الانخراط بالمجتمع المدني وتكيفوا بداخله متخلين عن موروثات اجتماعية وثقافية علقت بهم منذ عهود طويلة، إلا انه في المقابل لا تزال فئة كبيرة منهم تعيش وفق نظام اجتماعي مؤطر بعادات وتقاليد لا يعرفها إلا قلة من أبناء المجتمع الأردني.
وبحسب التاريخ الطويل لـ " النور" فإنهم يعيشون في مجتمع انطوائي تكتنفه الكثير من الأسرار، إلا أن الشاعر الأردني المعروف عرار تمكن من خلال معايشته لواقع النور من الاطلاع على الكثير من أسرارهم والدخول إلى عالمهم المجهول.
ويتركز الثقل الذي يتمتع به "النور" في العاصمة عمان على وجه الخصوص وفي دائرتين انتخابيتين ذواتا صفة زوجية، وغالبا ما لعب "النّور" دورا كبيرا في إفراز أكثر من مرشح في تلك الدوائر، وحققوا لهم انتصارات كبيرة.
ووفق المعطيات الميدانية فإن بعض النواب ذي الوزن العشائري الكبير لم يتمكنوا من الوصول إلى مجلس النواب لولا أصوات "النور" الذين كانوا ومازالوا جسرا لعبورهم من مناطق عمان الشرقية إلى العبدلي حيث مجلس النواب.
وفي هذا الصدد أكد فتحي عبده موسى أن هناك الكثير من النواب حصلوا على مقاعد في المجلس النيابية السابقة من خلال أصوات عشائر بني مرة والذين وعودا بإيصال صوت ومطالب بني مرة إلى الجهات المعنية إلا أنهم وبعد حصولهم على تلك الأصوات أداروا ظهورهم وتناسوا العهود التي قطعوها.
"النّور" الذين لا يوجد لهم أي تمثيل سياسي يواجهون تحديات كبيرة تتطلب من الدولة الأردنية ممثلة بالسلطة التنفيذية، منها مشاكل التعليم حيث لم تفلح الحكومات المتعاقبة من كسر الموروث الاجتماعي عند "النور" بأن يبقى الأبناء دون تعليم، ومحاولة توطينهم.
كما لم يسبق أن قامت دائرة الإحصاءات العامة بمسوحات ميدانية تبين تعداد هذه الشريحة من المجتمع والوضع الصحي لها وشمولها بالبرامج التي تنفذها العديد من المؤسسات بخاصة برامج تنظيم الأسرة والتثقيف الصحي.
"النور" في الأردن مازالوا بحاجة إلى الكثير من العمل والتثقيف والانخراط في الحياة المدنية، لفرض وجودهم على الساحة الداخلية المتمثلة بتسلم مواقع قيادية.
ويعيش "النور" في الأردن منذ أكثر من 200 سنة، حيث تجاوز عددهم الآن 70 ألفا ينتمون إلى نحو 30 عشيرة من "الغجر".
المصدر : الحقيقة الدولية- عمان-
