الأب عبدو: الأردن نموذج متميز في التعايش الديني
عمّان- صلاح العبّادي- اكد الأب عبدو أبوكسم مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في بيروت أهمية التعايش الديني بين اتباع الديانات المختلفة، مؤكداً أن الاردن يجسد انموذجاً متميزاً في هذا المجال.
واضاف في تصريح خاص لـ «الرأي» خلال زيارته لعمان الاسبوع الماضي إن للتعايش الديني أهمية كبيرة، داعيا إلى تعميق التجربة مع البلدان العربية.
واشار إلى تقارب النموذج الاردني مع اللبناني، ذاكراً أن مركز الحوار المسيحي الاسلامي في بيروت يتولى مهمات تتقارب في شأنها مع مركز التعايش الديني في عمان، لافتا إلى أنه يسعى لعقد «مؤتمر مشترك» لتبادل الخبرات في هذا المجال.
واكد عبدو أهمية الحوار الديني لتقريب وجهات النظر وتغليب لغة العقل والدفع الى السير في مسيرة السلام.
وقال إن الحوار والتلاقي ضرورة انسانية قبل أن يكون ضرورة تجمع بين الاديان.
وابدى اعجابه بالمكتنزات والمواقع الاثرية في الاردن التي تترجم وتؤكد ما هو مذكور في الكتب السماوية وكذلك اعجابه بالتنوع الثقافي المعماري الانساني المسيحي والاسلامي.
وقال ان الاردن ارض السلام وان ارثه التاريخي والحضاري نموذج يحتذى به وعايشه الجميع كما ان زائر الاردن يلمس التآخي والتآلف الديني والاجتماعي بين افراد الشعب الاردني الواحد وان هذه العلاقة تساهم في التقدم والانجاز .
ودعا المسيحيين العرب لزيارة المواقع المعتمدة للحج المسيحي في الاردن.
ولفت إلى الدعم الذي تحظى به الطائفة المارونية في الاردن وتقدير جلالة الملك عبد الله الثاني لابناء هذه الطائفة، مشيراً إلى أن قطعة ارض قدمت في السابق لهذه الطائفة وبني عليها كنيسة، كما أن ارضا اخرى قدمت مؤخراً لهذه الطائفة على نهر الاردن لبناء كنيسة لها.
واشار أبوكسم الى التحضيرات الإعلامية الجارية في لبنان لاستقبال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارة الحج التاريخية التي يقوم بها في الرابع عشر من أيلول المقبل، ويوقع خلالها الإرشاد الرسولي التابع لسينودس الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط، ويسلمه إلى بطاركة الشرق الكاثوليك ، حيث يدعو المسيحيين الى البقاء في ارضهم وعدم الهجرة والتعايش السلمي والحوار .
وقال أبو كسم إن الصحافة المتابعة لزيارة البابا تتكون من فئتين؛ الصحافة والإعلام المرافقة لطائرة قداسة البابا من روما إلى لبنان وبالعكس، والصحافة المسجلة لدى الدوائر الرسمية في بيروت والمعتمدة من قبل الدولة اللبنانية واللجنة المركزية للزيارة.
وبين إن زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر بدأت تستحوذ على اهتمام الاوساط الكنسية والشعبية على حد سواء خصوصا وان اللبنانيين يأملون ان زيارة قداسته ستحمل معها السلام وسيكون لها تأثير ايجابي على لبنان الذي اراد هذه الزيارة وعمل لها بقوة .
واشار الى «ان زيارة البابا الى لبنان عدا كونها زيارة دولة فان لها بعدا رعويا حيث سيوقع الارشاد الرسولي وقد اختار قداسته لبنان مكانا للتوقيع لانه يجمع كل الطوائف المسيحية المرتبطة بالفاتيكان وبالمسيح ونحن نرى ان هذه الزيارة هي امتداد لزيارة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي سمى لبنان «بلد الرسالة» وحدث بهذه القيمة المعنوية والدينية لا يتكرر في التاريخ».
وقال ابو كسم ان هذه الزيارة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة نتطلع اليها على انها تحمل بذور سلام كون رأس الكنيسة رسول سلام يحمل السلام في قلبه وعقله وضميره وهي زيارة نأمل ان تحمل معها كل الخير والبركة للبنان والمنطقة ونتطلع الى نتائج ايجابية لكل ابناء الشرق الاوسط مسيحيين ومسلمين .
ودعا المسيحيين الى لعب دورهم وتحمل مسؤولياتهم في مجتماعاتهم وان يحافظوا على علاقاتهم المميزة مع كل ابناء المنطقة .
وعبر عن أمله ان يعم السلام كل المنطقة والشرق الاوسط وان يكون سلاما في قلوب كل ذوي الارادات الطيبة.
