الاميرة دينا : «الحسين للسرطان» تطلق حملات الخير لمساعدة المرضى الأقل حظا
حوار - منال القبلاوي - يساهم أداء الزكاة للفقراء والمحتاجين في تأمين القوت اليومي لهم وأداء هذه الزكاة إلى المرضى ينقذ حياتهم من الموت ويوقف آلامهم لا سيما إن كانوا مرضى سرطان حيث أن جميع المرضى «فقراء» أمام تكلفة علاج مرض السرطان المرتفعة.
وشهر رمضان شهر العطاء والخير والتكافل، ومؤسسة الحسين للسرطان تطلق في بداية شهر رمضان من كل عام حملات الخير من أجل مساعدة مرضى السرطان الأقل حظا لتلقي العلاج في مركز الحسين للسرطان ومن هذه الحملات حملات الزكاة والصدقات وزكاة الفطر، تحت شعار«زكاتكم حياتي» و حملة «نحو الحياة».
وجاءت الفتوى الرسمية الصادرة عن مجلس الإفتاء لتبيح أداء الزكاة والصدقات إلى مرضى السرطان.
وللوقوف على المزيد من التفاصيل عن هذه الحملات، إلتقت «الرأي» أول أمس المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان سمو الأميرة دينا مرعد.
وأكدت سموها في أن تقديم الزكاة لمرضى السرطان يعني إنقاذ مريض من الموت، منوهة أنه كلما ازداد أعداد المتبرعين يزداد بالتالي أعداد مرضى السرطان الذين سيتم إنقاذهم ومساعدتهم لتلقي العلاج في مركز الحسين للسرطان.
حملة نحو الحياة ... إعطاء فرصة أفضل للحياة
وقالت سموها انه ومن خلال حملة نحو الحياة يمكن لأي مواطن التبرع بزكاة فطره أو صدقاته إلى المؤسسة بإرسال الرسائل القصيرة التي تحمل كلمة حياة أو life إلى الرقم (97070) عبر شبكة زين وكل رسالة ترسل ستكون تبرعا بدينار واحد يوجه كاملا لصالح المؤسسة لمساعدة المرضى الأقل حظاً، مثمنة سموها دور شركة زين التي ترعى هذه الحملة وتتبرع سنويا لصالحها بقيمة 50 ألف دينار.
وتنطلق حملة نحو الحياة عادة في شهر رمضان من كل عام وتعد من أكبر حملات مؤسسة الحسين للسرطان في إطار زكاة الفطر والصدقات والتي ستستمر حتى نهاية العام.
وبحسب سموها، ستوجه حالياً حملة نحو الحياة لمساعدة طفلين بعمر الورود يشتركان في إصابتهما بمرض اللوكيميا «سرطان الدم»وبوجود أسمائهما على قائمة الانتظار في مؤسسة الحسين للسرطان لمساعدتهم ماليا على تلقي العلاج اللازم في مركز الحسين للسرطان وهما «أحمد» والبالغ عمره 4 سنوات ويحتاج إلى تغطية تكاليف إجراء عملية زراعة نخاع العظم بقيمة 80 ألف دينار، حيث لا يستطيع والد أحمد البائع في محل اكسسوارات من أن يغطي تكاليف علاج ابنه.
و»يارا» 13 سنة، الطفلة اليتيمة التي توفى والدها منذ 8 سنوات وهو أيضا كان يعاني من سرطان العظم، ولا تستطيع والدتها التي تعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد المساهمة ولو بجزء بسيط من المبلغ المطلوب، وهو 30 ألف دينار لإحضار مطابق لها من الخارج لإجراء عملية زراعة نخاع العظم لها.
وأكدت سمو الاميرة دينا أن « يارا» و «أحمد» وغيرهم من المرضى ينتظرون بفارغ الصبر البدء بالعلاج حال توفر الدعم المادي لهم.
التبرع بأموال الزكاة لصالح مرضى السرطان الأقل حظاً
وفيما يمكن التبرع بأموال الزكاة خلال شهر رمضان وباقي أشهر السنة لصالح المؤسسة من خلال الاتصال على رقم 065544960 ليقوم أحد العاملين في المؤسسة بزيارة المتبرع حيثما كان لتسلم تبرعاته أو يمكن للمتبرعين تقديم تبرعاتهم لمندوبي المؤسسة الموجودين في المولات التجارية بعد التأكد من الحصول على وصل استلام قانوني يحمل اسم المؤسسة وختمها.
وبينت سمو الاميرة أن حجم تبرعات حملة «زكاتكم حياتي» للعام الماضي والتي تنتشر لوحاتها الإعلانية حالياً بالأسواق والميادين، وتظهر فيها صورة الطفلة «تالا» مريضة السرطان بملامحها البريئة، بلغت حوالي 700 ألف دينار فيما بلغت تبرعات حملة نحو الحياة للعام الماضي 35 ألف دينار من الرسائل القصيرة.
كما يمكن التبرع لحساب بنكي أنشأته المؤسسة خاص لأموال الزكاة حتى لا تختلط مع التبرعات الأخرى المقدمة للمؤسسة على رقم حساب 92000 - البنك الإسلامي الأردني - فرع الصويفية.
وبينت سموها أن لدى المؤسسة المسؤولية كاملة تجاه المتبرعين بأداء المهمة وبشفافية عالية.
أما صناديق الخير والزكاة، فبينت سموها أن ريعها يذهب كاملا إلى مرضى السرطان من المحتاجين فقط دون وجود مسارات أخرى حيث يتم تغطية تكاليف علاج المرضى الأقل حظاً كما يتم إعطاء بدل مواصلات لهؤلاء المرضى لتنقلهم من أماكن سكنهم البعيدة لتلقي العلاج في المركز، وتقديم وجبات طعام لهم ولمرافقيهم بعد تقييم العاملين بقسم العمل الاجتماعي في المركز لحالتهم الاقتصادية.
كما يتم أيضا تغطية إقامة عدد من المرضى الذين يقطنون بعيداً عن المركز في فنادق قريبة من المركز في حال احتاج المريض لمراجعة المركز يومياً على فترة طويلة، وخاصة المرضى الذين يجرون عملية زراعة نخاع العظم ويحتاجون لمراجعة المركز نحو 100 يوم بشكل متواصل بعد القيام بالعملية.
وتشير أرقام المؤسسة أن تغطية تكاليف علاج (607) من المرضى الأقل حظاً للأعوام (2003-2010) بلغ نحو 6 مليون و564 ألف دينار فيما وصلت تغطية تكاليف إقامة (1020) من المرضى الأقل حظاً للأعوام (2006-2010) نحو 200 ألف و322 دينار، وبلغت تغطية تكاليف مواصلات (1740) من المرضى الأقل حظاً للأعوام (2004-2010) 68 ألف دينار.
أهداف برامج مؤسسة الحسين للسرطان
وقالت سموها أن أهداف برامج المؤسسة المختلفة تصبو إلى ثلاثة أهداف يتمثل الأول بالمحافظة على المرتبة الطبية المتقدمة لمركز الحسين للسرطان عربياً وعالمياً، والثاني بدعم المرضى الأقل حظا للإستفادة من خدمات المركز العلاجية، وأخيراً توعية المواطنين بأهمية الكشف المبكر والوقاية من السرطان، منوهة سموها أن هذه الأهداف تشكل ثالوثا متكاملا بحيث لا يمكن الاستغناء عن أي منها.
وأكدت سموها أن السرطان مرض لا يعرف الوسطية في علاجه وهو بحاجة إلى تلقي العلاج اللازم في مركز طبي متقدم مثل مركز الحسين للسرطان ومن هنا تأتي أهمية الوقاية والتوعية حيث أن هنالك للأسف نحو 70% من مرضى السرطان يتم اكتشاف مرضهم في المراحل الثالثة والرابعة مما يعني نسبة شفاء أقل من النصف ورحلة شاقة ومتعبة من العلاج الأمر الذي لا يقل أهمية عن بقاء خدمات وقدرات مركز الحسين للسرطان في أعلى مستوياتها.
التوسعة الجديدة لمركز الحسين للسرطان
وحول إمكانية التبرع للتوسعة الجديدة لمركز الحسين للسرطان، بينت سموها أن التوسعة مهمة جداً لاستيعاب عدد أكبر من مرضى السرطان للعلاج وهنالك فتوى من مجلس الإفتاء الأردني بالمملكة أن التبرع للمبنى الجديد يعد صدقة جارية.
واختتمت سموها الحديث بالتأكيد أن الأعباء الملقاة على كاهل مؤسسة الحسين للسرطان كبيرة وبحاجة إلى دعم وتكاتف جهود الجميع من مواطنين ومؤسسات لتستطيع المؤسسة بهمة ودعم ونفس المتبرعين مساعدة المرضى الأقل حظاً، ونشر التوعية بالسرطان وشراء أحدث الأجهزة الطبية للمركز والقيام بدعم وقيادة حملات البرنامج الأردني لسرطان الثدي إلى جانب برامجها الأخرى العديدة.
