"الحقيقة الدولية" تساهم في عملية ضبط مخدرات في سيارة نائب أردني
تفاصيل ننفرد بنشرها حول القضية
"الحقيقة الدولية" تساهم في عملية ضبط مخدرات في سيارة نائب أردني .. وتقدم مصلحة الوطن على السبق الصحفي.. والغويري: لا علاقة لي بالموضوع!!
http://www.factjo.com/newsImages/10345_l.jpg
الحقيقة الدولية – عمان – خاص
نعم، هذا ما حدث ... آثرنا المصلحة العامة الوطنية، على حساب السبق الصحافي والشهرة التي من شأنها إلحاق الضرر بقضايا حساسة تمس حياة المواطن، وأمن الوطن، في قضية ضبط مخدرات في مركبة نائب أردني.. وإليكم التفاصيل...
بداية القصة.. معلومات موثقة بالصور
البداية كانت منذ نحو أسبوعين، عندما تلقت "الحقيقة الدولية" اتصالا هاتفيا من مواطن طلب مبلغا ماليا مقابل تزويد مجموعتنا الإعلامية بصور فوتوغرافية لعملية تهريب مخدرات لها علاقة بنائب أردني، ووجود شبكة لنقل والمتاجرة في المخدرات تديرها شخصية متنفذة ولديها شبكة من المتسولين لبيع المخدرات.
وحرصا من "الحقيقة الدولية" لأن تكون صوت المصداقية الإعلامية، والحس الوطني المسئول، وعدم اللهث وراء السبق الصحفي دون التأكد من مصداقية المصدر، بالإضافة إلى حرصها على أن تقوم الجهات المختصة بالاضطلاع بمسؤوليتها في ملاحقتها، كونها الأجدر والأكفأ في التعامل مع هكذا قضايا، فإنها، وبقرار من مجلس تحرير المجموعة الإعلامية، قررت الإمساك عن نشر الموضوع، وفضلنا أن تقوم الأجهزة المختصة بمتابعة المعلومة، كونها تمس أمن الوطن ومصلحته العليا، وحتى لا يفلت هؤلاء المتاجرون بمستقبل أولادنا ومواطنينا وتدمير حياة أسر بأكملها، من وجه العدالة.
معلومات إضافية تدل على طرف خيط القضية
كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا من يوم الاثنين الموافق 27/7/2009 عندما تلقت الحقيقة الدولية اتصالا هاتفيا من مواطن، تمكن وبحكم طبيعة عمله، من الحصول على معلومات وصور أتثبت وجود عصابة على مستوى عال من التنظيم وارتبطت باسم شخصية متنفذة، تتاجر بالمخدرات ولديها شبكة تسول تديرها لترويج الممنوعات في الأردن.
وعلى إثر الاتصال، تم الاتفاق على إجراءات، نمسك عن ذكر تفاصيلها، للتوثق من صحة المعلومة.
وفي هذه الأثناء، تمكنت الحقيقة الدولية، من الحصول على معلومات إضافية حول القضية زودت بها الأجهزة المختصة التي حصلنا منها على وعد بتوفير الحماية للمصدر.
تزويد الأجهزة المختصة بهذه المعلومات الخطيرة جاء بناء على قرار جماعي لمجلس تحرير مجموعة "الحقيقة الدولية" الذي اتفق على أن المصلحة العامة هي أساس العمل المهني، حيث ليس هدف المجموعة تحقيق الشهرة والسبق الصحفي على حساب المواطن الأردني.
الأجهزة المختصة.. كفاءة في العمل
الأجهزة المختصة تعاملت بدورها مع هذه القضية، بمنتهى الكفاءة والحرفية، واتخذت الإجراءات اللازمة، وتمكنت بطرقها ومن خلال المعلومات التي قدمتها "الحقيقة الدولية" من الحصول على معلومات إضافية، قادتها إلى ضبط عملية تهريب المخدرات يوم الأربعاء الماضي الموافق 5/8/2009 في سيارة النائب فرحان الغويري يوم الأربعاء، وليس يوم الخميس كما ذكر في وسائل الإعلام المختلفة، التي نكن لها كل الاحترام والتقدير.
مصادر الحقيقة الدولية تواصل تزويدها بالتفاصيل
لم تغفل "الحقيقة الدولية" القصة، وتمت متابعة الموضوع حتى وصلت معلومات جديدة في تمام الساعة الواحدة و27 دقيقة من ظهر يوم الخميس الماضي، تم التأكد منها من مصادر خاصة، بأنه تم ضبط كميات كبيرة من المخدرات في سيارة تحمل لوحة نيابية تابعة للنائب فرحان الغويري في المنطقة الواقعة بين حدود جابر والرمثا.
ومن جديد آثرت "الحقيقة الدولية" الحس الوطني على السبق الصحفي، وفضلت عدم نشر المعلومة نظرا لتأكيد مصادرها الأمنية بأن نشرها سيضر بسير القضية والقبض على شخصيات مرتبطة بها.
بيد أن مصدر مسئول أكد لـ"الحقيقة الدولية" أن نشر خبر عملية ضبط المخدرات، من قبل بعض وسائل الإعلام، أثر سلبا على سير القضية وحرم الأجهزة المختصة من القبض على قضايا متعلقة بذات العملية.
وبين المصدر أن نشر المعلومة، دفع الأجهزة المختصة إلى إعادة النظر في الخطة الموضوعة للقبض على العصابة بأكملها.
عود على بدء
وبالعودة إلى الوراء، كانت مصادر مطلعة أكدت لـ"الحقيقة الدولية" أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط سيارة تعود ملكيتها للنائب فرحان الغويري، تحمل لوحة نيابية، في المنطقة الواقعة بين حدود جابر والرمثا وبداخلها كمية من المخدرات موزعة بين مادة الحشيش والحبوب المخدرة يتراوح وزنها نحو 120ـ 140 كيلو غرام في مخبئ سري.
وبحسب المصادر المطلعة فإنه تم القبض على شبكة مؤلفة من سبعة أشخاص يعملون لصالح عصابة مخدرات، وأوقفوا على ذمة التحقيق.
وأوضحت المصادر إن الشبكة التي تم إلقاء القبض عليها، ما زال بعض أفرادها فارا من وجه العدالة، كانت مقسمة إلى مجموعتين، الأولى خارج مبنى إدارة الحدود، فيما القي القبض على المجموعة الثانية داخل المبنى.
إدارة مكافحة المخدرات
وفي إطار التحقيق من صحة المعلومات أجرت الصحيفة، يوم الخميس، 6/8/2009 الساعة الثانية ظهرا اتصالا هاتفيا بنائب مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد مهند العطار لمعرفة تفاصيل عملية إلقاء القبض على شقيق النائب الغويري. بيد انه نفى صحة الخبر، مؤكدا انه لم يبلغ حتى الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم الخميس عن أية عملية ضبط مخدرات.
النائب فرحان الغويري: لا علاقة لي بالقضية
وكانت "الحقيقة الدولية" هاتفت النائب الغويري فور تلقيها المعلومات يوم الخميس الماضي، حيث نفى صحة تلك المعلومات، وقال أنني في اجتماع وسأتواصل معكم لاحقا، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، على الرغم من تكرارنا محاولة الاتصال به.
وفي صبيحة اليوم السبت الموافق 8/8/2009 تمكنت "الحقيقة الدولية" من إجراء حوار مع النائب الغويري والذي أكد بدوره أنه لا يقبل بمثل هذا التصرف من خلاله أو من خلال آخرين، مشيرا إلى أنه" لو وصلتني معلومة حول القضية لقمت بنفسي بإيصالها إلى الجهات المختصة".
وأضاف" أنا ما عندي علم بالموضوع كله حتى إني كنت مسافر ورجعت من مصر يوم الأربعاء وكنت في مناسبات متفرقة لغاية الساعة واحدة ليلا وأخي لديه وكالة عامة مني قبل أن أكون نائب والله العظيم ما حصل بالنسبة لي صدمة لغاية الآن لا اقدر استيعابها ومن اجل هذا ما طلبت أشوفه وما طلبت أي شئ من خلاله".
وتابع بالقول :" الموضوع وما فيه انه إذا اخوي بطلب السيارة لإحضار أولاده من عمان ما بقدر امنعه وأعطيته سيارة مجلس النواب من ناحية عاطفية وهذه السيارة ليست التي استعملها بل هي موجودة بالبيت ويستعملها سائقي لإحضار أغراض للمنزل وتفاجات بأخذه للسيارة الساعة الحادية عشرة ليلا وكان عندي سفر وكان لدي ناس تهنيني بالعودة وبعدها ذهبت للنوم وهذا كان يوم الأربعاء ليلا".
وأضاف " عندما استيقظت صباح يوم الخميس فوجئت بسؤال من احد الزملاء شو صار مع أخوك وكان بالنسبة لي صدمة ولغاية الآن ما عندي معلومات كافية حول الموضوع وأنا اللي فهمته انه كان متعاون مع رجال الأمن".
وبسؤال من الصحيفة للنائب فرحان الغويري حول وجود معلومات تشير إلى تورطه شخصيا بالقضية قال الغويري" والله إني لا اعلم بالموضوع نهائيا وأنا ما بينقصني شئ والحمد لله وأنا رجل معروف وانتم لديكم التفاصيل كاملة أكثر مني وأنا اليوم أول يوم بالدوام وما بعرف حتى مقدار الكمية التي تم ضبطها وامبارح واحد قال لي 1400 كيلو، فكيف لسيارة صغيرة أن تحمل هذه الكمية ".
وحول سؤال "الحقيقة الدولية" مبررات أن يقوم نائب بإعطاء سيارته التي تحمل لوحة نيابية ولها الحصانة، لأخيه وإستخدامها بنقل ممنوعات، قال الغويري:" والله اخوي من احسن الناس وروحوا واسألوا عنه الغويريين كلهم والموضوع انه هنالك شباب لعبوا بعقله وقالوا له انها عملة مزيفة وغرروا به وقالوا له ان سيارة اخوك لا تتفتش ولم يعلموا أن الحصانة وعدم التفتيش هو لشخص النائب وليس للسيارة".
واشار إلى أنه أعطى الوكالة لأخيه قبل أن يصبح عضواً في مجلس النواب الأردني الخامس عشر، وقال:" انا اعطيت اخي وكالة عامة قبل ان اصبح نائب والهدف منها اني عندي مصالح واخي يساعدني ومية بالمية تم التغرير باخي ولا علاقة لي بالموضوع".
الحقيقة الدولية تواصل بحثها عن باقي الشبكة
المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى أن القضية ابعد من هذا حيث يتوفر معلومات تفصيلية أخرى، نمسك عن نشرها حتى لا تؤثر على سير العدالة.
يشار إلى أن الحقيقة الدولية علمت من مصادر مطلعة بأنه سيتم عرض الموقوفين على ذمة هذه القضية يوم غد الأحد أمام المحاكم المختصة.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – خاص- 8.8.2009
