رجالٌ حول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) / طلحة بن عبيد الله ( رضي الله عنه )
/ طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه أجمعين
روى الإمام أحمد في السنن من حديث عبد الرحمن بن عوف ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
قال : " أبو بكر في الجنة ، وعلي في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير بن العوام في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعيد بن نفيل في الجنة ، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ، " وأنطلاقاً من هذا الحديث نستعرض وأياكم معاً سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ( رضي الله عليه ) .
أسمه :------
طلحة بن عبيد الله عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي المكي المدني يلتقي مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مرة ، وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء أسلمت ( رضي الله عليها ) .
زوجاته و أولاده : --------
تزوج طلحة ( رضي الله عنه ) أربع نسوة ، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهن :
• أم كلثوم بنت أبي بكر ، أخت عائشة ( رضي الله عنهما ) وأولادها : زكريا ، ويوسف ، وعائشة .
• وحمنة بنت جحش : أخت زينب ، وأولادها : محمد السّجاد ، وعمران .
• والفارعة بنت أبي سفيان : أخت أم حبيبة
• ورقية بنت القعقاع بن معبد بن زرارة : وأولادها : موسى
• الجرباء وهي أم الحارث بنت قسامة : وأولادها : أم أسحاق
• أم إبان بنت عتبة بن ربيعة : واولادها : إسحاق وإسماعيل و ويعقوب
• سعدى بنت عوف بن خارجة : وأولادها : عيسى ويحيى
* • الصعبة بنت طلحه وأمها أم ولد ، ومريم بنت طلحه وأمها أم ولد ، وصالح بن طلحة درج وأمه الفرعة بنت علي سبية من بني تغلب. ) الطبقات الكبرى - نسب قريش
أسلامه :-----
هو من السابقين الأولين إلى الإسلام دعاه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) الى الاسلام فأخذه ودخل به على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلما أسلم ابو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد _ وكان يدعى أسد قريش _
فشدهما في حبل واحد ، ولم يمنعهما بنو تيم ، فلذلك سمي ابو بكر وطلحة * القرينين * .
وكان طلحة قد سافر الى ارض بصرى بالشام في تجارة له ، وبينما هو في السوق سمع راهبّاً في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ؟؟
فذهب اليه طلحة وقال له : نعم أنا
فقال الراهب : هل ظهر أحمد ؟؟؟
قال طلحة : من أحمد ؟؟
قال الراهب : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، ومخرجه من الحرم ، ومهاجره الى نخل وحرة ويباخ ( يقصد المدينة المنورة ) فأياك ان تسُبق اليه .
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة ، ورجع سريعاً الى مكة وسأل أهلها : هل كان ما حدث ؟؟
قالوا نعم ، محمد الأمين تنبأ ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فذهب طلحة إلى أبي بكر ، وأسلم على يديه ، وأخبره بقصة الراهب ( أخرجه ابن سعد )
من فضائله : --------
• أحد المبشرين بالجنة
• وأحد الستة أصحاب الشورى
• وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ( رضي الله عليه )
• وأحد الثمانية الذين سبقوا الى الاسلام
• وأحد الذين ثبتوا مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يوم أحد
كرمه : -----
*وهو احد الطلحات السبعة المعدودين في الجود ، فقد باع أرضاً له من عثمان ( رضي الله عنه ) بسبعمائة ألف ، فحملها إليه ، فلما جاء بها ، قال : أن رجلاً ثبت هذه عنده لا يدري ما يطرقه من أمر الله لغرير بالله ، فبات ، ورسله تختلف في سكك المدينة حتى أسحر وما عنده منهم درهم .
وقد تصدق يوماً بثمانمائة ألف ثم حبسه عن الرواح الى المسجد ان جُمعت له بين طرفي ثوبه .
• عن الزبير بن ابي بكر ( رضي الله عليه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مر في غزوة ذي قرد هذه على ماء يقال له ’بيسان ’ فسأل عنه فقيل أسمه يا رسول الله بيسان وهو مالح ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : -( لا بل أسمه نعمان وهو طيب ) فغير رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الاسم ، فغير الله تعالى الماء فا شتراه طلحة بن عبيد الله ( رضي الله عليه ) ثم تصدق به وجاء الى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما أنت يا طلحة إلا فياض فسمي "" طلحة الفياض ""
أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم عنه :
*قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أحب ان ينظر الى شهيد يمشي على وجه الارض فالينظر إلى طلحة بن عبيد الله ) أخرجه الحاكم وابن ماجه
* قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( طلحة والزبير جاراي في الجنة ) أخرجه الترمذي
من أسمائه :
قال طلحة بن عبيد الله ( رضي الله عليه ) سماني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم أحد طلحة الخير ، وفي غزوة العشيرة طلحة الفياض ، ويوم حنين طلحة الجواد *** رواه الحاكم
جهاده :
شهد المشاهد كلها مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلا بدراً ، فإنه بعثه ( صلى الله عليه وسلم ) إلى طريق الشام يتجسس الإخبار ، فقدم بعد رجوع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من بدر ، فكلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سهم ، فقال له ( صلى الله عليه وسلم ) : "" لك سهمك ، قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال وأجرك ، وسماه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) "طلحة الخير وطلحة الجود وطلحة الفياض لكثرة الجود ) أخرجه الطبراني في الكبير وأخرجه الحاكم .
• حينما نزل قول الله تعالى { من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } الاية 23 من صورة الاحزاب
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : "" طلحة ممن قضى نحبه "" أخرجه الترمذي
• عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لطلحة :
"" يا طلحة ، هذا جبريل يقرؤك السلام ، ويقول لك : أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها "" أخرجه ابن عساكر .
* كان الصديق إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله لطلحة، وجعل يومئذ نفسه وقاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : «طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض» أخرجه ابن عساكر
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين، وتجمع المشركون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم يريد قتله، وكل منهم يوجه السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل من نفسه حصنًا منيعًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أحزنه ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر رباعيته - أي مقدمة أسنانه - وشج رأسه، فكان يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول: اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر، ثم قال لهما: «عليكما صاحبكما، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه» أخرجه ابن سعد
وفاته : -
كان مقتله ( رضي الله عليه ) وأرضاه يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الآخر سنة ست وثلاثين .
وكان عمره ستين سنة وقيل بضعا وستين سنة .
ما قيل عنه :
وما انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم أحد حتى قال لحسان بن ثابت ( رضي الله عليه )
""قل في طلحة "" قال :
وما طلحة يوم الشَّعب آسى محمداً ............ على ساعة ضاقت عليه وشقَّت
يقيه بكفَّّيه الرماح وأسلمت ..................... أشاجعُه تحت السيوف فشُلّّت
وكان أمام الناس ألا محمداً ..................... أقام رحى الإسلام حتى استقلَّّت
رضي الله عن طلحة وعن جميع الصحابة ، وحشرنا الله معهم يوم القيامة إنه سميع مجيب
منقول عن سلسلة العلامتين" ابن باز والالباني " للنصائح والتوجيهات
