*** أخــــــــــــــــــــــلاق ...... !!! ***
*** أخــــــــــــــــــــــلاق ...... !!! ***
قالت أحداهن :
استيقظت مذعورة ذات صباح على جرس الهاتف
ليخبرني مدير الشركة التي امتلكها ان المحاسب
قد اختلس مئة الف دينار وفر خارج البلد. واقسمت
يوم ذاك ان استعيد اموالي من ذاك المختلس ولو كلفني
هذا كل ما املك من ملايين .. فقالت اخرى :
لقد اضطررت يوما لدفع ضعف هذا المبلغ رشوة
دون ان يلتزم المرتشي بتنفيذ مطلبي ،
ولم استطع مطلقا استرجاع المبلغ او المطالبة به .
لقد اقدمت على هذا وأنا اعلم ان الراشي والمرتشي في النار،
الا انني كنت مضطرة ان اقدم عليه تحت وطأة أمر هام .
حزنت كثيرا لكليهما ..
وأسفت على خسارتيهما وأستغفالهما من قبل أناس لا ذمة لهم ولا ضمير،
غير انني لا ادري لماذا نظرت في محفظتي
بعد ان سمعت هذا،
ولأطمئن على وجود سبعة عشر دينارا كنت
قد عزمت على تقسيمها على بضعة ايام وحتى نهاية الشهر.
.ولا ادري ايضا لماذا تذكرت اخوين عرفت انهما شقيقان
لملامح مشتركة بينهما لا غير،
وكل شيء عداها كان يشي بأنهما ليسا كذلك .
فقد رأيتهما في احدى المناسبات الاجتماعية حيث
بدا احدهما مدقع الفقر ..
بينما بدا الاخر على العكس تماما ..
وكم ساءني منظرهما وهما يتصافحان ببرود ،
ولينينحسر لقاؤهما الى ما هو اقل من الحد الأدنى ..
ليغيب الميسور في سيارته الفارهة ،
تاركا شقيقه على الرصيف ..
ليعود الى بيته راجلا!!
تذكرت ايضا فقراء كثيرين اتهموا بالكفر حينما حلموا
بالأشتراكية التي ظنوا انها ستؤمن لهم احتياجاتهم
من عمل وعلم وشيخوخة وعلاج ..
ضمن مقولة (( لكل حسب حاجته ومن كل حسب طاقته ))
وطفا بهم الوهم كبقعة زيت على صفحة الماء .
.ليفاجأوا بأنهيار الاشتراكية في موطنها الأصلي .
.ولتنهار معها احلامهم بين عشية وضحاها .. ثم ... لا أدري
لماذا استرسلت في التشاؤم بعد حديث هاتين الصديقتين
فتذكرت شقيقين آخرين .
مات أحدهما جوعا ..
ومات الاخر تخمة!..
ولم يغب عن بالي ذلك الشيخ الطاعن في السن والذي
كان يلوذ بباب حانوت ..
ترتجف يداه ضعفا وذلا.. وتتدحرج دموعه لتغور في تجاويف وجنتيه ،
وهو يهم بطلب احسان بكبرياء مذبوح..
فأسأله :أليس لك أبناء ..
فيطأطئ مجيبا .. بلى لدي سبعة أبناء!!
ترى .. لو بعث عمر بن الخطاب ليرى ما نرى في هذا الزمن العصيب
هل كان يستطيع ان يدرأ شبح العوز عن ملايين المسلمين ؟ ..
وهل كان يمكن أن يزرع الخلق القويم في نفوس المسلمين ؟ ..
بل أنه لمن المشين حقا أن يبيت احدنا على الطوى هو وأطفاله .
.بينما له اشقاء لا يعلمون كم يملكون!..
قد يلعب السهو دورا في هذا ..
وتلعب النساء منا دورا أشد ..
ولكن كلا الأمرين مهزلة.
المصدر
جريجدة الراي الاردنية
