"فرق بين العشائرية والعشيرة فالأولى سلبية والثانية ايجابية"
الشيخ حماد المعايطة: السياسات الحكومية همشت دور العشيرة سابقاً واليوم أصبحت بحاجة ماسة لها
http://www.factjo.com/newsImages/16289_l.jpg
[rams]mms://factjo.com/images/fact-image-3/archiev-files/radio/files-for-news/20.wma[/rams]
الحقيقة الدولية - عمان
قال العين السابق الشيخ حماد المعايطة أن حوادث القتل التي تشهدها بعض العشائر الأردنية وخاصة في الكرك هي أمور طارئة على الواقع العشائري الأردني، فالمجتمع الأردني محصن ومقيد بقيمه وأعرافه الأصيلة، ويسود القانون والنظام، وبالتالي فنحن ننظر لهذه الجرائم أنها كبيرة لأنها غريبة على مجتمعنا ولم تكن موجودة فيه، وأرجع السبب إلى غياب الخلق وانتشار الجهل والتجاوز على القانون والخروج عن القيم والأعراف الأردنية من بعض الأشخاص.
وأشار المعايطة خلال مشاركته في برنامج "أبن البلد" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، إلى أن هناك اضطراب في المجتمع نتيجة تطبيق خاطئ لمفهوم الحرية التي انفصلت عن الأخلاق، لان الأخلاق هي أرضية لكل شيء.
وبين المعايطة أن ما جرى بين عشيرتي الكفاوين والذنيبات مؤخرا، أمر مؤسف خاصة أنه لم يكن سببا مباشرا لهذا الخلاف بين العشيرتين الهامتين في الكرك، وزاد عدم أعمال العقل والمشورة من حدة الخلاف بين العشيرتين.
وتابع أن العشيرتين أقرباء وإخوان وبينهم نسب، وحين دخل رجال السياسية في الكرك ورجال العشائر كانت الاستجابة كبيرة من قبل الطرفين للمصالحة، وبالفعل أذعن الطرفين للواسطات التي أجريت والتزموا بالقانون وأخذت العطوة كما هو معروف ومتبع في مثل هكذا قضايا، والوضع الآن بحمد الله أكثر من جيد والأمن مستتب، وتجرى اليوم أتصالات من قبل رجالات الكرك من أجل إعادة اللحمة بين الأخوة في العشيرتين.
وقال الشيخ المعايطة أن العطوة مفهوم عشائري، وهو تشريع عرفي لدى العشائر الأردنية، وهي تعطى من أجل حقن الدماء، وبعد توسط الخيرين من المقربين للطرفين المتنازعين، ولدينا في العرف العشائري ما يسمى "فورة الدم" وهي فترة لمدة ثلاثة أيام يقوم بها الوسطاء بالوقوف بين المتنازعين خلال هذه الفترة من أجل عدم حدوث أي أمور سيئة أخرى، وهي تمهد للعطوة العشائرية. أما مصطلح "كفيل الدفا" فهو ضمانة لكي لا يحصل اعتداء على المعتدي بحيث يحصن من قبل عشيرة وتعمل له سياج أمني. وأما مصطلح "كفيل الوفى" فهو مصطلح يطلق على الكفيل المادي الذي يقوم بدفع المبلغ المطلوب في حال عدم المقدرة على الوفاء به.
وأكد الشيخ المعايطة أن الطالب الجامعي عندما يكون في جامعته أو كليته تنتفي عنه صفة العشيرة فهو طالب جامعي جاء ليكتسب المعرفة لذلك نحن نرفض أن تكون للعشائرية أي وجود في الجامعات والطلاب جميعهم أخوة وزملاء وأصدقاء، ومن يحارب منهم بسيف العشيرة يكون تصرف بشكل فردي لأنه لم يستشير عشيرته في ما يقوم به.
وتابع أن هناك فرق بين العشائرية والعشيرة، فالأولى فيها جوانب سلبية خاصة أنها تقوم على مبدأ "أنصر أخوك ظالما أو مظلوما"، فيما تقوم العشيرة على مفهوم "أنصر المظلوم فقط"، ولذلك الطالب يأخذ الاسم ولا يوجد لهذا الأسم أي دور في تصرفات هذا الطالب.
وبين ان العشيرة لا تلغى أبدا، وهي فخر وانتماء وعطاء وفروسية وكرم وجود وتعاون وهي تنظيم اجتماعي وسياسي واقتصادي ليس له شائبة وهي تشبه الحزب السياسي.
وشدد على أن العشيرة تنظيم اجتماعي وغير مقبول أن يحذف أسم العشيرة من الوثائق الرسمية، لأن لها دور في تكوين الدولة ولها دور ايجابي في المجتمع والإرتقاء به، وهي أفرزت كبار الساسة والأطباء وكبار القادة العسكريين، فلا يوجد أي عيب فيها وغيابها هو اضطراب في المجتمع وكثير من قضايا المجتمع تقوم العشيرة بحلها بكل سهولة ودون وجود أي تعقيد.
وأشار إلى أن الحكومات المتعاقبة قامت مع الأسف بتهميش دور العشيرة، وأتحدث بهذا الكلام بكل صراحة وكان مقصودا ان يهمش دور العشيرة والآن هم بأمس الحاجة لوجود العشيرة.
وقال أن العشيرة هي الأصل ولكن ما يحدث لدينا هو ممارسات خاطئة من بعض أفراد العشيرة، ورغم ذلك فهي (العشيرة) تقوم بتهدئة الأمور وحل الخلافات بين الناس من فورات الدم ونحو ذلك، والجميع تحت سلطة القانون لكن لا ينفي هذا الدور العشائري في حفظ كرامة الناس من خلال كفيل الوفى وكفيل الدفا فهي تلعب دور مهم في تهدئة الخواطر بين الناس.
يذكر أن الشيخ حماد المعايطة لعب دورا هاما وملحوظا في حل العديد من الخلافات العشائرية وإصلاح ذات البين بين العشائر الأردنية، ويحسب للشيخ المعايطة دوره المؤثر في إعادة الهدوء بين العشائر المختلفة في محافظة الكرك، وقام بدور هام لتهدئة المعلمين في الكرك ونقل مطالبهم لصناع القرار في عمان، حيث عقد اجتماع خاص في بيته من أجل التهدئة بين المعلمين ووزارة التربية والتعليم.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 4.5.2010
