دار السرايا الشعبي معلم تاريخي يتحوّل إلى مركز نابض للحرف والتراث
يقع مبنى دار السرايا على التل الغربي لمدينة مادبا ، وقد بُني في أواخر القرن التاسع عشر، ليكون مقرًا للحاكم الإداري. قبل أن يتحوّل لاحقًا لإدارة الأمن العام، ومن ثم تضمّه دائرة الآثار العامة. واليوم يعود ليحجز موقعه الوطني ويجدد دوره الذي تميّز بهويته المهيبة.
هنا بدات دار السرايا كأحد أبرز معالم المدينة، شاهدةً على أكثر من مئة عام من التحوّلات والتطور. ومن هذا الموقع العريق انطلق مشروع «سوق دار السرايا الشعبي»، ليجمع بين جذور الماضي وروح الحاضر. وقد جاءت هذه المبادرة عبر جمعية دار يهودا للتنمية بالتعاون مع جمعية سهول مادبا وشركة التكافل الاجتماعي، وبدعم من وزارة السياحة والآثار ووزارة التنمية الاجتماعية.
يمثل السوق مساحة حية تُعيد إحياء الحرفة المادباوية وتراث المكان، حيث يلتقي الإبداع الشعبي بالموروث المحلي في مشهد يجمع الجدوى الاقتصادية مع البعد الهوياتي. فدار السرايا، التي شُيّدت في أواخر القرن التاسع عشر على التل الغربي للمدينة كمقر للحاكم الإداري ثم لإدارة الأمن العام قبل أن تنتقل لملكية دائرة الآثار، تعود اليوم لتؤدي دورًا وطنيًا جديدًا يعكس مكانتها التاريخية.
وعند دخول الزائر، يطالع أجواءً مفعمة بعبق الحرفة؛ من منتجات الصوف والغزل، ومشغولات التطريز التي تبدعها نساء ماهرات، وصولًا إلى منتجات الزيوت والعسل الطبيعي المقدّمة من المجمعات المشاركة. هذه المعروضات المتنوعة تجسد التراث الأردني بأشكاله المتعددة.
كما يسلّط السوق الضوء على منتجات السيدات من المجتمع المحلي، اللواتي يوظفن خبراتهن البدوية والريفية في صناعة المطرّزات اليدوية والفخار والمأكولات الشعبية. وقد جرى إعداد المكان ليكون منصة دائمة لهذه الإبداعات، تمنح الزائر فرصة اقتناء قطع تعبّر عن تراث مادبا الغني.
السوق لا يمثل نشاطًا اقتصاديًا فحسب، بل يرتقي ليكون مشروعًا ثقافيًا وتنمويًا يهدف إلى إبراز هوية مادبا وتعزيز حضور منتجاتها الحرفية. وقد أكد القائمون عليه أن تشغيله سيكون مستمرًا على مدار العام، ليكون نافذة اقتصادية دائمة لأبناء المنطقة.
وتتحول دار السرايا عبر هذا المشروع إلى فضاء نابض بالحياة، يتيح للزائر التعرف على فنون التطريز، والرسم على الزجاج، وصناعة الأقمشة، والخرز، والفخار، بما تحمله هذه الفنون من تاريخ وذاكرة. كما يعزز السوق مفهوم السياحة المجتمعية من خلال ربط الحرفيين والسيدات المنتجين بالزوار، في بيئة تسهم في التنمية المحلية المستدامة.
ويتكامل المشهد السياحي عبر محيط السوق الذي يمتد إلى معالم تراثية قريبة مثل ساحة «الفرضة» وأسواقها الشعبية، بالإضافة إلى جبال مادبا الممتدة حتى دير الجبل وقاع المدينة. هذا التكامل يعزز تجربة الزائر، ويمنحه فرصة لاكتشاف جغرافيا المكان وهويته الثقافية في آن واحد.
بهذا المشروع، تُطلق مادبا مرحلة جديدة من الحراك السياحي الشعبي، الممتد من تاريخها الحرفي إلى حاضرها الاجتماعي، ومن إنسانها إلى أرضها، ليشكّل سوق دار السرايا عنصرًا محوريًا في إحياء الأسواق الشعبية وإثراء المشهد التراثي للمدينة.

المعلم الاردني على الواتساب
اهم ما يهم المعلم حلول دورات اسئله امتحانات واختبارات وامتحانات تنافسية مقابلات
رابط الانضمام
https://chat.whatsapp.com/EbmP8nZI8j4KK3xVW04SPM
قناه الواتساب لاهم المستجدات امتحانات اختبارات اخبار تعليم ومناقشات مهمة للمتابعة
https://whatsapp.com/channel/0029Va6vyKM8kyyVjtaBoY0i
المجموعة خاصة ومخفية للارقام

