قصة الكديش وستر العرض

الكديش هو الخيل الذي لا يمكن تهجينه مع الخيول الأصيلة . ومنهم من يطلق كلمة كديش على الحمار والبغل.أجلّكم الله كما يطلق على الديوث من الرجال.
القصه تقول أن هنالك رجل متزوج ولديه أبن أخت رباه وأحسن تربيته وهو يمتاز بالفطنة والإخلاص والوفاء ، فأوصاه على بيته وزوجته أثناء غيابه عن منزله .وأثناء غياب الزوج ، شاهد ابن الأخت بأم عينه ، خيانة زوجة خاله مع أحد الرجال ..فسكت على مضض لحين عودة خاله .. وماأن رجع خاله حتى قال له :-

يا خال خيل عداك أدبها
حمامة البيت لعبت الصقور بها

بعيني شفت شاهين يقلبها
أبات بأرض الخلا ولا أبات بها

ففهم الخال المعنى والمقصود ، وماأن دخل على زوجته الخائنة الا وهي ترحب به وتقول ماتقول من كلمات الشوق والإشتياق له ..فبادلها الزوج المغدور بسؤال : من متى ماشفتي هلك ..فقالت له : من زمان
فقال لها : جهزي نفسك ، بنقصد هلك اليوم أن شاء الله
فقالت له : وليش مستعجل ، توك جاي وتعبان ارتاح كم يوم وكل تأخيره وفيها خيره.
قال لها : لا …جهزي الله المستعان.
فأعددت الزوجة العدة ، وسافر الزوج.المغدور مع الزوجة الخائنة لوحدهما ، وكان منزل عائلتها في منطقة تحتاج لسفر ،ولم يتحدث خلال الطريق معها بشيء أطلاقا ..وماأن وصلا لمنزل أهلها ، حتى خرج له شقيقها والذي كان يرتبط معه بعلاقة صداقة حميمية ، وعلى الرغم من إستغراب الشقيق لحضورهما المفاجيء ، رحب به ودعاه للمبيت والقيام بالواجب.. فرفض الزوج ذلك بحجة أنه لابد أن يرجع لإنشغاله ..وقال للشقيق : أمانتكم ورجعة لكم ، وبنتكم طالق بالثلاث ..قال الشقيق ، خير عسى ماشر ؟فقال الزوج : الشر مايجيك ، ولكن عافت النفس وطابت .فقال الشقيق : يارجال تعوذ من أبليس وقول غيرها ، عسى ماشر ، تكفى قول لي ، هل بدى من أختي اى قصور..
فقال الزوج : مامن قصور أن شاء الله فيكم ، لكن قالت لي كلمة ومن بعدها طابت نفسي منها ياخوك فالسموحة والعذر منكم.قال الشقيق : خير ، وش قالت ..قال الزوج : قالت لي يالكديش ومن بعدها وانا طايبه نفسي عنها ، فخلها تشوف نصيبها ، والله يستر علينا وعليكم ويسامحها ويسامحني على القصور، ومن ثم رحل ..فأحتار الشقيق في حديث الزوج والصديق وهو يعلم مابه من مكارم وأخلاق ووفاء، ولهذا رضى وأرتضى بإعطائه أخته ومناسبته. فرجع لشقيقته غاضباً وأخبرها بما قال الرجل .
فلم تتمالك الخائنة نفسها ، وسكتت وهي تبكي بكاء مابعده بكاء ، كونها علمت أن زوجها الأصيل علم بخيانتها ولم يخبر أحد ، وفضل الصمت والستر عليها وإرجاعهالأهلهاوتطليقها ..