إبداعُ ظبي ....
[grade="8b0000 b22222 ff0000 dc143c 8b0000"]إبداع ظبي[/grade]
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]على صوت تغريد العصافير في اتفاقها الأخير على خطة العمل ،
بدأتُ رحلتي في الغابة من الصباح الباكر ، فأخذتُ أسير محاولة استكشاف المكان ....
وإذا بمجموعة من الظباء مجتمعة تحت شجرة بلوط كبيرة ،
وعلى غصن غضّ وقف عصفوران يشاركان في الاجتماع
فقد كانا صديقين للمجموعة ....
اقتربتُ رويدا رويدا وبهمس حتى وصلتُ إلى مكان مناسب ، وجلست أستمع إلى الحديث ....
لكنَّي قبل أن أستقر في مكاني وأنا في حيرة من أمري ما
بين فضول شديد وبين استنكار للتجسس .....
جفلتُ وارتعبت عندما أحسستُ بشيء بارد يلاصق وجهي حتى كدتُ أتجمد ،
ولم أستطع الحركة ... لكنَّ الدماء عادتْ إلى عروقي عندما برز أمامي ظبي صغير
رافعا يده المجروحه ..... فنزعتُ قطعة قماش من قميصي بلّلتُها بماء البحيرة القريبة
وعقّمتُ جرحه ثم ضمدته بنفس قطعة القميص وطلبت منه أن يحاول المشي عليها ،
فمرّنها قليلا ثم جذب ثيابي طالبا مني مرافقته ....
وقبل أن أوافق أو أعترض كان قد أخذ يحاول إقناعي السير معه
وهو يدفعني من الخلف بلطف أملا في الاستجابة ..... وأمام الإصرار العنيد
وجدتُ نفسي أماشيه لأطمئن عليه حتى يصل أمه ....
ظننتُ أن مشواره بعيد فتهيأتُ للمشي ، ويا للفرحة ....
إنه يتهادى باتجاه المجموعة التي أثارتْ فضولي .... سررتُ ...
وكذلك فكرتُ ماذا ستفعل عند دخول غريب .... هل ستهرب ....
أم ستغضب .... أم ماذا ... لا أدري .... وما إن دخلنا بينهم
حتى أسرع الصغير يعرف المجموعة بي ويشير إلى مساعدتي له عندما جُرِح .... فأخذت أمه تشكر جهودي ....
شكر الأم التي اطمأنت على ابنها ..... ثم دعتني لمشاركتهم الجلسة ..... وجرى الحوار الآتي ...
وقف ظبي قائلا : لقد كتبتُ قصيدة وأرجو أن تمنحوني بعض وقتكم وسمعكم .....
فأُلقيها عليكم وتعطوني رأيكم ... وبعد الموافقة بدأ يلقي وينشد وأبدع في التغني ...
إلى أن أكمل ... ثم بدأ الإطراء يأتيه من هنا وهناك .....
حتى وقف صديقي الصغير ، وقال :
إنه كلام رقيق ... وسجع جميل ... لكنه لِمواضيع مكررة ... تصاغ كل مرة بصورة جديدة .....
أن تطلب من حوريتك التأكد من أنها تملأ القلب ... وإنه لعجب ....
كيف يكون لمخلوق أن يملأ قلب مؤمن ولا يكون خالِقُ الخَلْق
هو من يملأ القلب والعقل وهو محور الحياة ....!!!
كيف لا يكون مالِك القلوب من ينور حبه القلوب ....!!!
إنك إن ملأت فؤادك بحورية دنياك قد تفوز بها وقد لا تفوز ،
وإنه لو كان ... لفوز متواضع ...
ولكن إن ملأته بالحي الذي لا يموت ، بمن بيده ملكوت كل شيء ....
لتفوزنّ بكل شيء وبكل يقين .... لتفوزنّ بالدنيا والآخرة ،
بحورها ونعيمها وفوق كل هذا رضى من الله أكبر ، وإنه لفوز عظيم ....
ثم التفتَ إلى أمه مؤكدا : أليس كذلك يا أمي .... قالتْ بسعادة :
بلى ، وأنا على ذلك ربيتك ... والتفتَ إلي قائلا : وما رأي ضيفتنا .....
أجبت بيقين : كذلك أمي على هذا ربتني ، وأنا من رأيكما .....
هههههههههههه
فأنهى الظبي المنشد الحوار بقوله : إني لم أطلب من حوريتي عمل هذا
إلا لأقول ، أنني أحبّ خالقي أكثر من كل هذا ....[/grade]
00(
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]وضحك الجميع بسرور........
أدام الله عليكم الفرح والسعادة ....
كتبتها : الثلاثاء
7/2/2006
[/grade]
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات