كتب محرر الشؤون المحلية - يعكس توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة للافراج عن ستة من المحكومين تمهيداً لاتخاذ الاجراءات اللازمة لاصدار عفو خاص عنهم, الأهمية التي يوليها جلالة الملك لابناء شعبه وبخاصة في ما انطوت عليه الرسالة الملكية في شأن هؤلاء المواطنين والتي جاءت واضحة وصريحة ومباشرة في كلمة جلالته الشاملة عشية عيد الاضحى المبارك خلال لقائه في الديوان الملكي الهاشمي ما يزيد على ثلاثة الاف من ابناء الوطن من مختلف مناطق المملكة والتي قال فيها جلالته ان النظام في الاردن هو الدولة بكل مؤسساتها ودوائرها تحت مظلة الدستور, النظام هو القيم والمبادئ التي تقوم عليها هذه المؤسسات والدوائر, النظام هو أيضا الكوادر التي تسيّر المؤسسات التي تضم جميع فئات ومكونات المجتمع الاردني, النظام هو المؤسسات والمواطنون وكل فرد في هذا المجتمع هو جزء من النظام.
هكذا يقرأ جلالة الملك في الكتاب الاردني وهكذا ينهض بمسؤولياته أمام شعبه بتفاؤل وثقة بالمستقبل ورهان على ارادة الاردنيين وما مكارم جلالته في توجيه الحكومة اتخاذ الاجراءات تمهيدا للافراج عن هؤلاء المواطنين كذلك في اعفاء طلبة المدارس الحكومية من الرسوم المدرسية سوى بعض ما على جدول أعمال جلالته الشخصي الذي يصل الليل بالنهار كي تصل عملية الاصلاح الى خواتيمها المرجوة وخصوصاً في تتويجها بالاستحقاق الانتخابي الكبير الذي يرى فيه جلالته عن حق بوابة العبور الى الاصلاح الشامل بما هو اي البرلمان الجديد, المؤسسة الوطنية والدستورية القادرة على إحداث التغيير الحقيقي وتجاوز التحديات الوطنية من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي وثقافة الحوار والنقاش المنتج على أحسن المستويات.
كل هذه الملفات والقضايا كانت أيضاً جزءاً مهماً من الحوار الذي دار بين جلالته ومجموعة من المتقاعدين العسكريين في منزل أحد الالوية المتقاعدين تجسيدا لنهج كرسه جلالة الملك في المشهد الاردني منذ تسلمه سلطاته الدستورية عبر التواصل الدائم والمستمر افقياً وعامودياً بابناء شعبه والنقاش المفتوح والصريح معهم حول مختلف القضايا والملفات التي تهم الوطن والشعب ومستقبل الاردن والاردنيين وكل ما يمكن ان يسهم في نهضته ورفعته وتكريسه نموذجاً في الديمقراطية والتعددية وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وبخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يعبرها الاردن ومن خلال الخطوة النوعية التي ستكرسها الانتخابات النيابية المقبلة التي اكد جلالته يوم امس في حواره مع مجموعة من المتقاعدين العسكريين كما في كل لقاءاته وخطاباته ومقابلاته في الداخل وفي الخارج ضرورة ان تجري الانتخابات المقبلة بكل شفافية ونزاهة تامة وصولاً الى برلمان قوي وفاعل.. وهو مسألة بات الاردنيون كافة على قناعة وثقة بأنها ستكون كما ارادها جلالته بعد ان حسم خطابه الاخير عشية عيد الاضحى الأمور كافة ووضع النقاط على الحروف ودعا الاردنيين الى المشاركة الفاعلة في القرار الوطني عبر المشاركة السياسية لصناعة مستقبلهم.
مكرمة جلالة الملك يوم أمس باتخاذ اجراءات للافراج عن ستة من المحكومين ومواصلة اعفاء طلبة المدارس الحكومية من الرسوم المدرسية كذلك حواره العميق والصريح مع مجموعة من المتقاعدين العسكريين تؤكد في شكل لا يقبل الشك أو التأويل ان مستقبلاً زاهراً ينتظر بلدنا وشعبنا والطريق الى ذلك مفتوحة وما على الاردنيين سوى العمل بدأب ومثابرة كي تصل مسيرة الاصلاح الى نتائجها المرجوة باذن الله.